السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما هو معروف انتشرت في السنوات الأخيرة مجموعة من التطبيقات المجانية للهواتف الذكية تمكن مستخدميها من عمل اتصالات أو ارسال رسائل نصية وصور لأصدقائهم حول العالم مجانا. ولكن على الرغم من الفائدة الكبيرة التي يجنيها المستخدم من استعمال التطبيقات، السؤال الذي يطرح نفسه هو هل هي مجانية فعلاً؟ وماهو الثمن الحقيقي الذي يدفعه المستخدم لهذه التطبيقات؟
أحد الأمثلة على هذه التطبيقات المجانية هو تطبيق فايبر Viber و هو واحد من أشهر برامج المحادثة المجانية على الهواتف الذكية باختلاف أنظمة تشغيلها. تم تطوير هذا التطبيق من قبل Talmon Marco الاسرائيلي الجنسية، فبعد تخرجه من جامعة تل أبيب وحصوله على شهادة في علوم الكمبيوتر، خدم Talmon لمدة 4 سنوات في الجيش الاسرائيلي برتبة ضابط معلومات، وبعد تسريحه من الخدمة قام هو وزميله بتطوير برنامج مشاركة الملفات عبر الانترنت iMesh والذي اكتشِف لاحقا أنه كان يحوي عدة تطبيقات تجسس spywares على المستخدمين والتي تتطلب ازالتها استخدام برنامج مكافحة فيروسات متقدم. ومن ثم أسس شركة Viber Media Inc وقام بتسجيلها في قبرص التي تعتبر ملاذا آمنا للعديد من الشركات بسبب قوانينها الأقل صرامة مقارنة بباقي الدول.إلى أن أصبح الآن واحد من أهم اللتطبييقات التيي تخدمم إسرائييل بشكل كبير.
أما بالنسبة لتطبيق WhatsApp والذي يعتبر أشهر تطبيق للمحادثة الفورية في العالم وذلك بسبب توفره لمعظم أنظمة الهواتف الذكية مثل Android، iOS، Blackberry و Windows Phone. فلا أحد ينكر أهمية هذا التطبيق ومدى فائدته للمستخدم من حيث سهولة الاستخدام وتوفير الكثير من مصاريف المكالمات والرسائل الشهرية.
ولكن تكمن خطورة هذا التطبيق في طريقة ارساله للرسائل والبيانات من الجهاز, فهو لا يستخدم أي نوع من التشفير بل على العكس يقوم بارسالها كملفات نصية واضحة. وبما أن التطبيق مفتوح المصدر، فقد تم تطوير عدة أدوات من قبل هاكرز تقوم باختراق خصوصية المستخدمين ومراقبة محادثاتهم وتسجيلها كاملة أو حتى تنزيل الصور التي تم مشاركتها فيما بينهم.
يقوم تطبيق WhatsApp بتخزين كل المحادثات التي يجريها المستخدم في قاعدة بيانات من نوع SQLlite على الهاتف والتي يمكن أن تسجل مكان المستخدم إذا تم تفعيل خاصية الـ GPS.
أحد الأدوات التي يستعملها المخترقون تدعى WhatsApp Sniffer والتي تم طرحها في متجر تطبيقات هواتف Android ولكن تم حذفه لاحقا بسبب خطورته. يقوم هذا التطبيق باكتشاف الأرقام التي تستخدم تطبيق WhatsApp على نفس شبكة الوايرلس ومن ثم يقوم بسحب كامل ملفات المحادثة من هذه الأجهزة بسهولة.
أداة خطيرة أخرى يتداولها الهاكرز وهي WhatsApp Xtract بامكانها مشاهدة كامل ملفات المحادثة غير المشفرة ببساطة، والفضل في ذلك يعود للطريقة غير الآمنة التي يتم فيها حفظ هذه الملفات.وتكمن المصيبة في أن شركة المطوة لـ WhatsApp تعرف بأمر هذه الاختراقات منذ مدة طويلة ومع ذلك لم تقم حتى الآن بأي اجراءات ضرورية للحد من هذه المخاطر كتشفير المحادثات مثلا.وهنا تظهر نية الشركة في الخدمة التي تقدمها لجهات أخرى تعتبر جواسيس على مستخدمي هذا التطبيق.
في الأخير لا تنسى مشاركتنا في الموضوع ، عبر وضع رأيك الشخصي ، وما الذي ينقص المجتمعات العربية في تطوير مثل هذه التطبيقات لأستخدامها في آمان تام ، عوض التشبت دائما بأفكار و مواد مستوردة من الغرب تتعدى على خصوصيتنا وأمن بياناتنا.